ورصدت الصحيفة - في تعليق بثته على موقعها الإلكتروني مساء السبت- تجمع
سحب المخاوف والقلق في سماء تركيا على الرغم من استمرار تنامي اقتصادها.
وعزت الصحيفة هذا الاضطراب إلى التدخلات ذات الصبغة الدينية والقمع السياسي وفوق الاثنين يأتي اتفاق السلام مع الأكراد.
وعزت الصحيفة هذا الاضطراب إلى التدخلات ذات الصبغة الدينية والقمع السياسي وفوق الاثنين يأتي اتفاق السلام مع الأكراد.
وقالت "الجارديان" إن القلق الشديد الذي انتاب الشعب التركي ينبع بالأساس من تزايد الروابط المعلنة بين السياسات والدين, والتدخلات في أساليب الحياة وعدم الالتفات لمطالب المنظمات المجتمعية المختلفة, مستبعدة أن تكون للحالة الاقتصادية نصيب يذكر في إشعال هذا القلق الشعبي وإن كانت ترى أنه استمد بعض الطاقة السلبية من الفوضى التي يزخر بهاالجوار السوري.
ورصدت الصحيفة تركيز الاهتمام على الاتفاق الحاسم الذي أبرمته تركيا مع الأكراد على صعيد السياسة الإقليمية للدولة التركية.
ورأت أن أوجه القصور التي تعانيها "الدبلوماسية مع الشعب" وانعدام الشفافية فيما يتعلق باتفاق السلام مع الأكراد تسببا في هذه الحالة من الاضطراب الاجتماعي والغضب, لاسيما بين الأتراك لتشهد الشوارع التركية عنفا تمارسه جماعات صغيرة.ولكن الأهم من ذلك, بحسب الصحيفة هو أن "الأغلبية الصامتة" تعاني نقص المعلومات حول اتفاق الأكراد.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان حادث التفجيرات التي شهدتها مدينة "ريحانلي" التركية الحدودية مع سوريا, والذي أثار المخاوف من تأجيج الصراع بين طائفتي السنة والعلويين, قائلة إن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان فهم ذلك وحاول قنص عصفورين بحجر واحد: فلكي يشتت الانتباه ويرضي المصوتين لحزبه من أبناء السنة المحافظين, دفع حزبه بتمرير قانون يقيد بيع الكحول, واحتج أردوغان لقرار حزبه بالقول "إن تعاليم الدين لا جدال فيها".
ولكن حجب الإحصائيات حول أعداد السائقين السكارى, والحديث عن "عدم التسامح" مع الانتهاكات المرورية, وغيرها من الحجج التي تم استخدامها لتبرير القانون; سواء كانت تتعلق بالصحة أو النظام العام أو إدمان الكحول, كلها لم تكن حججا مقنعة بحسب "الجارديان" التي رصدت اقتناع الناخبين في المناطق الحضرية التركية -وبينهم من ينتمون إلى المذهب السني- بأن هذا القانون إن هو إلا "تدخل في نمط الحياة".
ونوهت الصحيفة عما رجحت أن يكون سببا آخر من أسباب الفوضى وهو تدشين جسر ثالث على مضيق البوسفور باسطنبول, والذي تم إطلاق اسم السلطان "سليم الأول القاطع" والذي يعرف لدى الغرب ب "العابس" نظرا لما أثر عنه من أنه كان دائم التجهم والعبوس, وقد
كان العدو الألد للعلويين والشيعة على مدار التاريخ العثماني: حيث ذبح عشرات الألوف من العلويين في الأناضول قبل وبعد حربه على إيران.
وقالت الصحيفة البريطانية إن هذا الجسر كان يمكن أن يطلق عليه اسم المفكر التركي الصوفي جلال الدين الرومي الذي نشر تعاليم التسامح عبر العالم من الأناضول, أو اسم أي مفكر إنساني آخر بدلا من اسم هذا السلطان الذي لا يصعب التخمين بما أثاره اختيار اسمه من غضب داخل المجتمع العلوي الذي يشكل نسبة 10 بالمئة من الأتراك ولا يزال ينتظر اعترافا رسميا بهويته الدينية وحقوقه في ممارسة الطقوس الدينية.
كما نوهت "الجارديان" كذلك عن قمع السلطات التركية لتظاهرات عيد العمال وهدمها دارا تاريخية للسينما والمسرح وبناء مول تجاري مكانها وإعطائها تصاريح مثيرة للجدل بتدشين مشاريع بالقرب من ميدان "تقسيم" باسطنبول دونما طرح مناسب على الرأي العام.
ثم كانت القشة التي قصمت ظهر البعير عندما قطعت السلطات الأشجار في منتزه متاخم للميدان.
0 التعليقات:
إرسال تعليق