الثلاثاء، 18 يونيو 2013

البرادعي :ضرب سد النهضة باستخدام القوة العسكرية مثال للانحطاط الفكري والأخلاقي الذي وصلنا إليه في إدارة الدولة..

البرادعي :ضرب سد النهضة باستخدام القوة العسكرية مثال للانحطاط الفكري والأخلاقي الذي وصلنا إليه في إدارة الدولة

 
البرادعي :ضرب سد




 
 
البرادعى:
الإخوان الذين سرقوا الثورة «فشلوا بامتياز» بعد مرور سنة على تولي مرسي
مفاصل الدولة تتآكل يوميا بطريقة غير ملموسة وأصبحنا مجموعة من القبائل المتناحرة
نعيش فكراً ظلامياً وهناك مشكلتان نواجههما اليوم هما سيناء وأثيوبيا
حوار مرسي مع الشيوخ والقساوسة ومن يطلقون على أنفسهم صفة سياسيين حول سد النهضة مخزٍ
ضرب السد باستخدام القوة العسكرية مثال للانحطاط الفكري والأخلاقي الذي وصلنا إليه في إدارة الدولة
لا نعلم من يحكُم مصر و كل الدلائل تشير الى أن مكتب الإرشاد هو جزء أساسي من عملية الحكم
المعارضة تعدّ لتظاهرات سلمية فهل يلتقط مرسي هذه الرسالة قبل 30 يونيو


قال الدكتور البرادعي فى حديثه لـ"الحياة اللندنية" ان «الاخوان» الذين سرقوا الثورة «فشلوا بامتياز» بعد مرور سنة على تولي مرسي.
قلق تماماً... الرؤية غير واضحة، البلد منقسم وأصبحنا مجموعة من القبائل المتناحرة، للأسف جزء من العالم العربي أو جزء من الثقافة السائدة في العالم العربي هو أن نبحث عمّا نختلف عليه وليس عما يجمعنا. مفاصل الدولة تتآكل بطريقة قد تكون غير ملموسة، لكنها تتآكل يومياً، سواء من ناحية الأمن أو الاقتصاد أو التفكير العقلاني .

وقال ان هناك غضبا شديدا لدى الشباب الذين قاموا بالثورة لأنه يشعر بأن الثورة سُرِقت منه، أو أن الأمل أو حلمه سُرِق منه، هو كان يحلم بمستقبل و هناك حالة غضب وإحباط لدى هؤلاء الشباب الذين يشكّلون 60 في المئة من الشعب المصري وهم دون سن 30 سنة و الثورة قامت لأسباب مختلفة لتحقيق الحرية السياسية،و الحق في المأكل والعيش والكرامة والتعامل الإنساني هؤلاء يشعرون الآن بأن النظام ذاته استمر ولكن بنكهة دينية أو ما يُطلق عليها نكهة دينية.

واضاف البرادعى ان الثورة سرقت من «الإخوان المسلمون» ومَنْ معهم ممن يطلقون على أنفسهم اسم التيار الإسلامي الثورة قامت من أجل حرية وعدالة اجتماعية، ولم يكن الدين سبباً من أسبابها، كما لم يكن سبباً للانقسام في مصر كانت هناك تفرقة طائفية بين المسلمين والأقباط، لكنها حالات وأحداث نحاول التغلب عليها.

وقال ان أيام مبارك كان هناك استبداد وقمع سلطوي، ولكن على الأقل تُركت خارج الإطار السياسي حرية للإنسان للإبداع والعقيدة، خلافاً لحرية التعبير والحرية السياسية التي ووجهت بالقمع ولكن اليوم هناك من يتحدثون عن أن الباليه حرام، وأن أفلام السينما يجب أن تقتصر على الذكور وألاّ تظهر فيها النساء... وأن الموسيقى حرام، والديموقراطية فكرة ظلامية من أيام الأغريق كذلك هناك إنكار لحقائق تاريخية، غضبوا مني حين قلت إن هناك ما يسمى «الهولوكوست» أو المحرقة سواء اتفقنا أو اختلفنا، هذه حقائق تاريخية، وهناك فرق بين إسرائيل واليهود نحن نعيش فكراً ظلامياً، لذلك أنا قلق وهناك مشكلتان نواجههما اليوم هما سيناء وأثيوبيا.

واشار ان مصر إلى حد كبير كانت متجانسة، لا توجد اختلافات عرقية كبيرة، هناك النوبة وسيناء، أقباط ومسلمون، إنما حين نقارن أنفسنا بدول أخرى نجد أن تركيبة مصر أكثر انسجاماً، وربما لا يكون ذلك في المدى البعيد من الأشياء الطيبة، لأن الدول الأكثر تعددية هي الأكثر تسامحاً دائماً أعطي مثل دبي، فيها جنسيات وأديان مختلفة لكنهم يجلسون مع بعضهم بعضاً، ويكتشفون أن لا فرق بين الإنسان والإنسان بغض النظر عن الدين أو العقيدة.

فنحن لسنا فى عصر الفتح الإسلامي، و90 % من الشعب المصري مسلمون، وكونك تدّعي أن هناك مشروعاً إسلامياً نقول إننا لسنا دولة كافرة هو يلعب على عقول البسطاء، سنعود إلى العصر الذهبي، بالتالي الناس اكتشفت أن لا شيء حدث.

وقال البرادعى أن الإسلام هو قيم لا تختلف ويجب ألاّ تختلف عن القيم المتعارف عليها حالياً: القيم الإنسانية، أول آية في القرآن «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ القراءة والكتابة في أول آية نزلت في القرآن على النبي، والآن لا أحد يتكلم عن المصريين الأميين، لا أحد يتحدث عن الفارق الرهيب في الدخول.

يتحدثون عن قشور، عن المرأة وهل ترتدي الحجاب أم لا، عن تطبيق حد الحرابة، هذا هو ما يعتبرونه المشروع الإسلامي أنا قلق على مصر، لأن هناك رد فعل عنيفاً ضد ما يقولون إنه مشروع إسلامي لم يتغير شيء وإنما زادوا عليه أن رئيس الجمهورية يصلي الجمعة شيء جيد أن يصلي الرئيس الجمعة في المسجد، إنما الناس تريد أن تأكل وتشرب وتريد سكناً طلبت أن يذهب إلى منطقة عشوائية ليرى كيف يعيش الناس تحت مستوى أقل من الآدمي، والقاهرة نصف سكانها يعيشون في "عشوائيات".

واضاف ان أثيوبيا كدول حوض النيل، من حقها المشروع استخدام مياه النيل في الكهرباء والزراعة أواخر القرن التاسع عشر، كان هناك العديد من الاتفاقات التي أبرمتها انكلترا بالنيابة عن مصر التي كانت تحت الاحتلال، أُبرمت بين مصر والسودان، اللَّذين لديهما 90 في المئة من مياه النيل، كدولتي مصب، ويستخدمان هذه النسبة، فيما الدول الأخرى تعتبر تلك الاتفاقات مجحفة، وأنها عُقدت تحت الاحتلال.

هذه المشكلة قائمة منذ عهد مبارك، والموقف القانوني ليس بهذه السهولة، إذ هناك حجج لمصر وأخرى تعادلها من الدول الأخرى، فضلاً عن النواحي الفنية، كأن تستفيد كل دول حوض النيل من مياهه باستخدام التكنولوجيا الحديثة، وتحلية المياه، وترشيد الري للزراعة فلم نقم بأي من هذه الدراسات في السنوات الماضيةإطلاقاً، تسمع اليوم كلمات متعارضة تماماً من المسؤولين والفنيين عن (سد النهضة الاثيوبي) سيضر بنا، السد لن يضرّ بنا... والنتيجة اجتماع وحوار مخزٍ لرئيس الجمهورية مع الشيوخ والقساوسة وبعض ممن يطلقون على أنفسهم صفة سياسيين.

شكّل إهانة لكل الشعوب الإفريقية وكل الدول الإفريقية المطلّة على حوض النيل بلغت حد العنصرية، حين يقول أحدهم هذه نحن لدينا تاريخ وتراث والأفارقة دائماً يعتبرون أن مصر تنظر إليهم نظرة استعلاء، فيها شيء من العنصرية، وهذا الحوار زاد هذا الكلام و لو استخدمت مصر اليوم القوة العسكرية العالم كله سيقف ضدها، بما فيه افريقيا لا يمكن أن تقول سأستخدم القوة في خلاف قانوني تقني حول استخدام مياه نهر وهذه شعوب مهترئة، فذاك مثال للانحطاط الفكري والأخلاقي الذي وصلنا إليه في إدارة الدولة.

وقال «الإخوان» فشلوا بامتياز سياسياً واقتصادياً وأحد قادتهم قال لي حين كان هناك حوار بيننا أن ليست لديهم خبرة، لأنهم حُرموا 60 سنة من أي فرصة لاكتساب خبرة عملية، ولم يشغلوا أي وظائف باستثناء التعليم الجامعي في الأقاليم.

لا أفهم كيف وصلوا إلى هذه الدرجة من السذاجة السياسية، أن يتصوروا أنهم سيحكمون مصر بلا شريك، في ظل عدم وجود كوادر مؤهلة لديهم حتى لو كانت عندهم كوادر، فـ»الإخوان» كلهم 700 ألف والمتعاطفون معهم مَنْ صوّتوا لمحمد مرسي في أول مرحلة 5 ملايين، ومصر 90 مليوناً و المصري بطبيعته شخص معتدل ووسطي، وهناك محاولة لتغيير طبيعة مصر وروحها التي نعرفها، بالتالي هناك ردَّة حين ترى الحديث عن 30 يونيو لذلك ما يُطلق عليه الآن «تمرُّد» هو تمرُّد على محاولة تغيير روح مصر.

واشار انة لا يعلم من يحكُم مصر الآن إنما كل الدلائل تشير الى أن مكتب الإرشاد هو جزء أساسي من عملية الحكم أعرف أن جميع المبعوثين الأجانب الذين جاؤوا إلى مصر أخيراً كانوا يقابلون محمد مرسي وخيرت الشاطر، نائب المرشد والجميع يعرف أن هناك خلافات بين الرئاسة ومكتب الإرشاد.

وقال ان جبهة الانقاذ تريد انتخابات رئاسية مبكرة النظام فشل ولا يهمنا إن كان من «الإخوان» أو نظاماً يسارياً أو يمينياً. نود أن نرى نظاماً يضمن بداية تحقيق أهداف الثورة، وأن يكون لكل إنسان ما يكفيه ليأكل ويشرب ويعيش بحرية وكرامة نظاماً ديموقراطياً يتداول السلطة، وكل هذا غير موجود. بعد سنة (على رئاسته) حان الوقت ليقول مرسي للشعب أنه فشل.

المعارضة تعدّ لتظاهرات سلمية، فهل يلتقط مرسي هذه الرسالة؟ آمل أن تصل قبل 30 يونيو، وركزنا دائماً على أن تكون سلمية لأن الشعب المصري لا يتحمّل هذا الانقسام والصراع بين الإسلام السياسي وباقي الشعب خلقنا مشكلة، بدلاً من أن نركّز كيف نعمل معاً للتعليم وللصحة والاقتصاد خلقنا مشكلة، «المسلمون والكفرة» التي قسّمت الشعب، وما أراه ليس تعبيراً عن دين، بل عن غضب. والشعوب عندما تغضب، أحياناً تصب غضبها في أشكال متعددة، في اختلاف في اللغة، اختلاف العرق والدين، ونحن استعملنا الدين كغطاء للاختلاف، ولكن لا يوجد هذا الاختلاف إطلاقاً.

وأشار الى أن اليوم هناك مشايخ يقولون إن الشيعة أسوأ من اليهود، ولكن ألا نذهب إلى الحج معاً كتفاً في كتف، السني والشيعي؟ أصبحنا نتحدث في عالم من الغيبوبة العقلية والفكرية التي يحرّكها الغضب، والأخطر اليوم أن كل فرد يشعر بأنه أصبح حراً بعد الثورة، حاجز الخوف كُسِر، وهناك طموحات غير عقلانية أحياناً في غياب إطار دولة توجهها.

اليوم تجد حوادث متكررة في محافظات مختلفة لتطبيق حد الحرابة، يطبّق الناس القانون بأنفسهم، يعلّقون آخرين على الأشجار ويسحلونهم... فهل هذه مصر ذات المؤسسات العريقة؟ كنا في الأربعينات والخمسينات نمتلك نخبة تعادل أي نخبة في أي من دول العالم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More